أسباب الإرهاق


من الطبيعي أن يصاب الإنسان بالتعب والإرهاق بين فترة وأخرى، وذلك استجابةً للتغييرات الحياتية واليومية التي قد تطرأ على حياة الفرد، لكن عندما يطول هذا التعب والإرهاق ويستمر لمدة طويلة يصبح الأمر غير طبيعي!، وقد ينعكس سلباً على صحة الإنسان ويصيبه بأمور قد يرى الشخص أن ظاهرها بسيط ومؤقت، ولكن في باطنها قد تحمل مشاكل صحية معقدة ولفترة طويلة، كالاكتئاب وقلة النوم، وسوء التغذية وغيرها من المشاكل الصحية.

ومن أكثر الأشخاص الذين يتعرضون للإرهاق هم الشباب والمراهقين، فنجدهم دائماً ما يتذمرون من أبسط الأعمال اليومية، وذلك بسبب إرهاقهم وتعبهم، ونجدهم منهكين وغير قادرين على بذل مجهود كبير ويعانون من مشكلة النهوض باكراً في أيام الدراسة، وكثيراً ما يأخذون غفوة في الصف، ويبقون في السرير في عطلة نهاية الأسبوع! وقد يكون الإرهاق والتعب الدائم لدى المراهقين مؤشراً مقلقاً؛ بسبب ارتباطه بالعديد من المشاكل الصحية التي تؤدي لحوادث السير والبدانة وأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى سوء المزاج والاكتئاب وقلة التركيز.

الإرهاق هو ظاهرة شائعة لدى الشباب والمراهقين في مجتمعنا، فالتغيرات النفسية والجسدية التي يصاب بها المراهق والضغط الاجتماعي والعوامل البيئية والخارجية، منها الهواتف المحمولة وغيرها من المؤثرات والأدوات المحفزة التي تسبب لهم استنفاداً في الطاقة وتشتت انتباههم وتركيزهم وتسهرهم لأوقات متأخرة من الليل فبالتالي تحدث لهم تغيرات مزاجية بشكل متكرر، وبسبب هذا الإرهاق والسهر فإن عدم النوم يؤثّر أيضاً على تعليم المراهقين، كونه قد يجعلهم منهكين جداً وغير قادرين على التركيز في الصف وتقديم أفضل أداء لهم في أيام الامتحانات والأيام الهامة.

وللإرهاق عدة أسباب أهمها قلة ساعات النوم، فالعديد من المراهقين والشباب لا يأخذون قسطاً كافياً من الراحة ولا ينامون بشكل جيد، ويعود ذلك لعدة أسباب منها عشوائية نمط الحياة الخاص بهم أو بسبب كثرة المشاغل والضغوطات الشخصية والاجتماعية، وننصح جميع الشباب بالاهتمام بأخذ قسط كافٍ من الراحة ووضع ساعة ثابتة للنوم لزيادة إنتاجيتهم وقدرتهم على أداء أنشطتهم اليومية.

ومن أسباب الإرهاق الاستخدام الدائم والمتكرر للأجهزة الإلكترونية ولفترات طويلة يؤثّر على قدرة الشخص على التركيز ويصيبه بالصداع المتكرر ومشاكل في النظر؛ نتيجة الاندماج بالأجهزة الإلكترونية مما يجعلهم يصابون بالإرهاق والتعب بشكل سريع، لذلك ننصح بوضع أوقات محددة من اليوم لاستخدام الأجهزة الإلكترونية، وألا يكون استخدامها بالشكل المفرط الذي قد يسبب الأذى على المستوى البعيد.

كذلك من أسباب الإرهاق سوء التغذية، فكثير من المراهقين يتبعون أنظمة غذائية مختلفة بهدف إنقاص أو زيادة الوزن، وقد تكون هذه الأنظمة غير مناسبة لهم وتسبب لهم نقصان الكثير من المغذيات المهمة لنموهم وتركيزهم مما يسبب لهم شعوراً بالتعب والإرهاق، ومما يصعب عليهم أداء نشاطهم اليومي. لذلك ننصح جميع المراهقين والشباب بالتوجه لأخصائي التغذية لوضع نظام عذائي صحي يناسب حالتهم الصحية ويعزز من طاقتهم.

كما أن من أسباب الإرهاق النقص الشديد في المعادن والفيتامينات، الذي يعرض الجسم للتعب والإرهاق والإصابة بالأمراض المزمنة والالتهابات، لذا لابد من الفحص الدوري والتأكد من أن الشخص يتناول المصادر الطبيعية للمعادن والفيتامينات المسؤولة عن بناء جسمه والمحافظة على طاقته وشبابه.

أيضاً قلة شرب الماء وتناول السوائل تعد من أسباب الإرهاق، فكثير من المراهقين يهملون شرب الماء - خصوصاً في فترة الصيف - مما يسبب لهم تعباً وجفافاً في الجسم، لذلك ننصح الجميع بشرب الماء والتأكد من كمية الماء أو السوائل المطلوبة لسد حاجتهم اليومية.

كذلك من أسباب الإرهاق الإصابة بمرض السكري أو وما قبل السكري حيث يسبب ذلك تعباً شديداً للمرضى الذين يصابون به ويزيد إحساسهم بالعطش والجوع وكثرة التبول، ولابد من علاج السكري والتحكم به بالطريقة الصحيحة لعيش حياة صحية مليئة بالنشاط والحيوية وتجنب مضاعفات السكري قدر الإمكان.

وفي هذه المرحلة العمرية كثيراً ما يتعرض المراهقين والشباب للسمنة وذلك بسبب نمط غذائهم غير الصحي وتناولهم للوجبات السريعة والمشروبات الغازية بشكل متكرر، فالوزن الزائد من أسباب التعب والإرهاق لأنه يسبب الثقل الجسدي والأيضي على نظام الجسم، ولذا ننصح جميع المراهقين والشباب بالاعتدال بتناول الطعام مع ممارسة النشاط البدني بهدف تخفيف الوزن وزيادة الطاقة.

أيضاً قد يتعرض المراهقون والشباب للوعكات الصحية التي تتطلب العلاج ببعض أنواع الأدوية التي قد تزيد الإحساس بالتعب والإرهاق في بعض الأحيان، مثل: مضادات الحساسية، الكورتيزون، مسكنات الألم، مضادات الاكتئاب، المضادات الحيوية وغيرها. فلابد من استشارة الطبيب المعالج والخضوع للتشخيص الطبي قبل استخدام هذه الأدوية.

واحد من الأسباب التي قد تجعل الشخص يشعر بالتعب والإعياء الشديد وعدم القدرة على فعل أي نشاط بدني أو ذهني هو الاكتئاب، مما يشكل مشكلة في نشاط الشخص في حياته اليومية، وعند شعور الشخص بالاكتئاب فلا بد من الذهاب للطبيب المختص لتشخيص حالته بشكل دقيق ووضع خطة علاجية مناسبة كي يساعد الشخص من تحسين حياته بشكل جيد وتقليل شعوره بالتعب والإرهاق.

فالإرهاق هو مشكلة، وليس نمط حياة طبيعي واعتيادي لدى الشباب وأول خطوة لحله هو الوعي والإدراك بهذه المشكلة، وعلاجها بشكل فوري حتى يستعيد الشاب والمراهق طاقته وقوته على أداء مهامه.


المشاهدات 4741
تاريخ الإضافة 2020/08/09 - 10:13 PM
آخر تحديث 2024/03/25 - 10:40 PM
تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 126 الشهر 4893 الكلي 875150
الوقت الآن
الخميس 2024/3/28 توقيت الرياض
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير